التدريب Training ليس مجرد نقل للمعلومات انما هو وسيلة لمعاونة وتشجيع وتحفيز المشاركين فى اى نشاط على اكتساب معرفة أو مهارات جديدة ، وعلى امتلاك الثقة لاستخدام هذه المهارات .
ويرى الكثير من المفكرين فى مجال الموارد البشرية أن هناك عدة أهداف لأى نشاط تدريبى وهذه الأهداف هى :
• إتاحة الفرصة لمعرفة جديدة
• إتاحة الفرصة لاكتساب مهارة جديدة
• إتاحة الفرصة للتفكير بشكل مختلف
• إتاحة الفرصة للعمل بشكل مختلف
وبذلك فنجاح أى نشاط تدريبى لا يجب أن يقاس فقط فى ضوء كم المعلومات والمهارات التى اكتسبها المتدربون رغم أهميتها ، بل يقاس بمجمل الخبرات والمواقف التدريبية الجديدة التى تعايش معها المتدرب وأثرت بشكل إيجابى فى تعديل إتجاهاته الفكرية بصفة عامة وليس مجرد اكتساب معلومات ومهارات جديدة .
ونلاحظ ذلك فى كثير من الأنشطة التدريبية التى يحضرها البعض ويعودون إلى أماكن عملهم حاملين لرؤى وتوجهات جديدة ، والرغبة فى العمل بشكل مختلف عما سبق ، رغم ان حجم المعلومات التى اكتسبوها لم تكن بالقدر الضخم .
نقطة أخرى ينبغى التنبيه إليها ، وهى أن التدريب ليس هو الحل السحرى لكل مشاكل الأداء والعمل فى أى مؤسسة أو منظمة سواء حكومية أو تطوعية ، بعبارة أخرى ليس مجرد حضور الشخص لتدريب ما انه قد أصبح مؤهلا للقيام بعمله بشكل أفضل مما سبق وتطبيق ما قد تدرب عليه ، حيث أن ذلك يتوقف على تغير كل الظروف الأخرى المحيطة بالعمل ، فمثلاً إذا حضر شخص ما دورة تدريبية فى مجال التمويل الذاتى للمشروعات ، وعاد إلى مكان عمله محملاً بكل الأفكار والأسس الفعالة للتمويل الذاتى للمشروعات ، فلا قيمة لهذه الأفكار والأسس إذا كانت لوائح ونظم العمل فى منظمته أو مؤسسته تضع قيوداً صارمة للتمويل الذاتى للمشروعات مثلاً ، وبذلك لن يستطيع الشخص أن يطبق أفكاره الجديدة ما لم تتعدل هذه القيود ، هذا ما قصدناه من أن التدريب وحده لن يحل كل المشكلات .
وفى هذه الورقة نستعرض مجموعة من الأسس أو القواعد أو التوجيهات المتعلقة بالتدريب ، ولا يهمنا المسميات التى استخدمناها ، أو العناوين الفرعية التى سردناها ، والتى قد تسبب بعض اللبس أو الإحساس بالتكرار ، ولكن ما يهمنا ان نستوعب بعض قراءة الموضوع أهمية الصفات أو السمات أو القدرات التى يجب أن يتحلى بها كل من يتصدى للعمل فى مجال التدريب ، فكثيراً ما صادفنا مدربين عملوا فى التدريب لفترات ليست قليلة ، ولكنهم يرتكبون أخطاءً فادحة لا يمكن تصورها، ولا نقصد بالأخطاء هنا ما يتعلق بالمعلومات ، فالمعلومات تحفظ وتنسى ، وجل من لا يسهو ، ولكن الأهم هو الأخطاء السلوكية والمعنوية والأخلاقية ، كاحتقار المتدربين والتعالى عليهم ، أو الادعاء المفرط بالمعرفة ، أوعدم تقبل النقد من المتدربين ، أو التسلط والاستبداد فى إدارة الجلسات ، وكل ذلك وغيره كثير لا يجب أن نجده فى الشخص الذى يطلق على نفسه ( مدرب ) .
قواعد وإرشادات للتدريب الجيد
وننتقل الآن لسرد مجموعة من الارشادات والقواعد التى يجب على القائمين على التدريب مراعاتها حتى يسهل توصيل التدريب بالشكل المناسب ومن أهمها:
• أدماج المتدربين قبل بداية التدريب وتلطيف الأجواء قبل بدء التدريب أو ما يطلق عليه Ice Breaking مع تقديم مشروب لهم مثلا ، والحديث معهم وعن الموضوعات التى سيتدربون عليها والاستفسار منهم عن اى مخاوف عن التدريب ، وربما يكون من هذه المخاوف احساس البعض بانه قد فات الاوان على تعلم بعض المهارات ، أو يكون لديهم خبرات سلبية من انشطة تدريبية سابقة ، وحينما تسمح لهم الفرصة للتعبير عن مخاوفهم ، ربما يجدوا انهم ليسوا الوحيدين الذين لديهم نفس هذه المخاوف ، ومن ثم فسوف يكونوا اكثر ميلا لطرح الاسئلة ومن ثم يكونوا فى موقف افضل للتعلم خلال الجلسات التدريبية اللاحقة .
• أن يكون لدينا فكرة واضحة عن المهارات التى يمتلكها المتدربين قبل حضور التدريب ، ويمكن ان يتم ذلك عن طريق استبيان مسبق للمشاركين ، وبناء على ذلك يمكن ان نصمم البرنامج التدريبى الملائم للاحتياجات والموافق لمستوى المتدربين .
• ضمان ان المشاركين على وعى بالبرنامج اليومى للتدريب وان يكونوا على علم باوقات الراحة وأوقات الغداء وغير ذلك ، كذلك الجلسات التدريبية ومواعيد انتهائها وذلك حتى ينتظم التدريب واوقات العمل واوقات الراحة .
• اختيار مكان وتوقيت التدريب مسألة فى غاية الاهمية ، فيجب استشارة المتدربين عن المواعيد الانسب الملائمة لهم لحضور التدريب ، وذلك لترتيب ظروفهم الشخصية والعملية لضمان عدم تعارضها مع النشاط التدريبى .
• الحرص فى استخدام اللغة فى التدريب ، حيث يصعب على الكثير من المدربين التخلى عن بعض التعبيرات الفنية التى يستخدمونها ، والتى قد تكون غريبة على مسامع بعض المتدربين فهناك اختلاف بين من يعرف هذه المصطلحات وبين من لا يعرفها ، وبناء على ذلك فعلى المدرب ان يبحث عن بعض الامثلة لتبسيط المفاهيم بشكل يسهل على المتدربين استيعابه.
• التحلى بالصبر، فعندما تواجه احد المتدربين بعض الصعوبات فى الفهم فعلى المدرب ان يتحمل الاستفسارات الموجهة اليه ، ومن الافضل ان يتيح المدرب المزيد من الوقت لطرح الاسئلة على المتدربين لضمان الاستيعاب قبل الانتقال الى نقطة جديدة ، وذلك معناها ان النقطة التى تحتاج لدقيقة ربما تحتاج لعشر دقائق والمهم فى ذلك ان نضمن تحقيق الاغراض التعليمية التى تم وضعها للمتدربين .
• سؤال المشاركين عن شعورهم نحو التدريب فى ختام الجلسة أو الفترة التدريبية يجب ان نسأل المتدربين عن مدى استفادتهم واإيجابيات والسلبيات من وجهه نظرهم ، وذلك اسلوب مفيد للتعرف على افكارهم من اجل تحسين الانشطة التدريبية القادمة .
نصائح للمدربين
هناك مجموعة من النصائح التى نوجهها للمدربين عند إدارتهم للعملية التدريبية ومن بينها :
• أن يقرأ المدرب ويستوعب المواد والموضوعات التى يقدمها قبل بداية الجلسة التدريبية .
• أن يجعل التدريب ملائما لاحتياجات كل مجموعة وملبيا لاهتماماتها .
• أن يخطط للجلسة التدريبية بعناية فالوقت عامل اساسى يسهم فى انتظام العملية التدريبية .
• أن يهتم بالتدريبات العملية فى الجلسات التدريبية لتثبيت الافكار والمعلومات
• أن يوازن فى التخطيط للتدريب بين الجوانب النظرية والجوانب العملية .
• أن يقدم كل جلسة بشكل جديد وان يتم التخطيط لكل موضوع على حده .
• أن يقدم الجلسات بالسرعة والإيقاع المناسبين لمستوى المتدربين
• أن تكون علاقته جيدة بزملاؤه من المدربين ، حيث ينعكس ذلك على أجواء النشاط التدريبى .
• أن يسترشد بنصائح المدربين الآخرين ، ويطور الطرق والتجارب التدريبية الناجحة التى سبق لهم تقديمها ، فالتدريب يوصف بانه عملية تراكمية accumulative process
• أن يهتم بتحفيز المتدربين وجذب اهتمامهم .
• أن يقدم أمثلة تساعد على ربط التدريب بالظروف الفعلية للمتدربين وباستخدام الامثلة المناسبة .
• أن يكون لديه الحساسية لاحتياجات المتدربين .
• أن ينصت جيداً لما يريد المتدربين أن يقولوه .
• أن يكون متسامحاً تجاه مشاكل وعيوب المتدربين .
• أن يحترم الاختلاف فى الرأى ، وألا يفرض رأيه الشخصى على الآخرين ، ولا يسمح لأحد المتدربين أن يفرض رأيه على المجموعة .
• أن يكون مرناً للتوافق مع أى مشكلات طارئة